مواقع سياحية و اثرية هامة في سوريا : مدينة دمشق

. مدينة دمشق:

إلى جانب (حلب)، تعتبر (دمشق) واحدةً من أقدم مدن العالم التي تم استيطانها عبر أربعة آلاف عام ونيف دون انقطاع، ونظراً للكم الهائل من المباني التاريخية والتراثية، ونظرا لتاريخها الطويل والغني، منذ ما قبل التاريخ وحتى العصور الإسلامية، فقد اختارت (اليونسكو) قلب مدينة (دمشق) القديمة ليكون على لائحة التراث العالمي في العام 1979.

اشتهرت (دمشق) على الدوام بنهرها (بردى) وجبلها (قاسيون) و(غوطاتها) التي كانت أشبه بالواحات الخضراء الغنية الخضرة، والمياه التي كانت مقصد الدمشقيين للاستجمام على مر الزمان.

لقد جاء الغزاة عبر التاريخ إلى (دمشق) من كل حدب وصوب، فغزاها المصريون، والفرس، والإغريق، واليونانيون، والرومان، والفرنجة، والعرب، والمغول.

ذُكرت المدينة في المصادر المسمارية العائدة للألف الثاني قبل الميلاد، وذاع صيتها بشكل خاص خلال الألف الأول لما قبل الميلاد، حيث أضحت مركز مملكة آرامية.

خضعت (دمشق) بعد ذلك للحكم الروماني لمدة 700 عام، وخلال الفترة المسيحية أقام فيها القيصر (تيودوس) كاتدرائية (يوحنا المعمدان) التي قام مكانها فيما بعد المسجد الأموي.

وصل المسلمون إلى (دمشق) في العام 636، واختارها الأمويون فيما بعد لتكون عاصمة لدولتهم.


من أبرز معالم المدينة مسجدها الأموي، حيث ترك الزمان في الرقعة المجاورة للمسجد الأموي أثراً واضحاً يؤكد قدسية هذا المكان، حيث وجِدت هناك من قبل كنيسة (يوحنا المعمدان)؛ وبالقرب من المسجد لاتزال إلى يومنا هذا بقايا معبد (جوبيتر) الروماني الوثني، وقٍيل بوجود معبد لإله الطقس الآرامي حدد في هذا المكان أيضاً.


من المعالم التي لا غنى عن زيارتها أيضاً (قلعة دمشق) العربية، التي تم تشيدها في القرن الثالث عشر واستمر استعمالها كمقر لسكن الحاكم من العهد الأيوبي وحتى العهد العثماني، والـ(بيمارستان) (مشفى) النوري الذي شيده (نور الدين الزنكي) بالإضافة إلى عدد ضخم من المدارس الأثرية وأبرزها (المدرسة العزيزية) التي تضم رفاة (صلاح الدين الأيوبي).

علاوة على ذلك، تضم (دمشق) قصراً مميزا سُمي (قصر العظم) كناية على اسم مؤسسه (أسعد باشا العظم) حاكم (دمشق) خلال القرن الثامن عشر، ويعتبر من أروع نماذج العمارة الدمشقية الأصيلة التي تمتاز بأرض الديار، تتوسطها نافورة، ويحيط بها عدد يسير من الغرف، وتم تحويله إلى متحف للتقاليد الشعبية.


وكما (حلب)؛ تمتاز (دمشق) بسوقها الشهير المسمى سوق (الحميدية) الممتد من (قلعة دمشق) حتى الجامع الأموي، والذي تم تأسيسه في العام 1781، وهو من أطول الأسواق المسقوفة، وتتموضع على جانبيه المحلات التي تبيع البضائع الدمشقية التقليدية.

ولا تكتمل زيارة (دمشق) على أحسن وجه إلا برؤيتها من قمة جبلها (قاسيون)، وبتذوق بوظة (بكداش) الشهيرة والاستمتاع بالشاي الدمشقي الساخن في قهوة (النوفرة)، أو في أحد مقاهي حيّ (باب توما) الشهير.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

قصص حياة و مسيرة لاعبي كرة القدم # الهولندي القناص روبن فان بيرسي # نجم ارسنال السابق

قصة البطل العالمي # محمد صلاح نجم ليفربول الانكليزي

قصص و مسيرة لاعبي كرة القدم #الايفواري ديديه دروغبا # الجزء الثاني و دوره في ايقاف الحرب الاهلية