من اهم المواقع الاثرية و السياحية في سوريا قلعة الكهف في القدموس

قلعة الكهف في القدموس.. تحفة معمارية نادرة منحوتة في الصخر: تنهض قلعة الكهف في محافظة طرطوس على هضبة صخرية ضمن بقعة منخفضة تتوسط سلسلة الجبال الساحلية في منطقة القدموس وتمتد على مسافة 600 متر طولاً وعرضها يتجاوز 15 متراً. وتبعد القلعة عن القدموس 20 كيلومتراً وعن الشيخ بدر20 كيلومتراً وتعد من القلاع النادرة التي بنيت ونحتت في الصخر ولذلك سميت قلعة الكهف. وترتفع فوق سور القلعة ثلاثة أبراج من الجهات الشرقية والجنوبية والشمالية البرج الشرقي يتقدم القلعة وطل على قلعة القدموس من الشمال الشرقي أما البرج الشمالي فيعلو المدخل الرئيسي ويطل من الناحية الشمالية على واد سحيق وكذلك البرج الجنوبي يطل على واد سحيق جنوبي القلعة. وكانت المياه تصل إلى القلعة من خلال قنوات جر طولها 2 كيلومتر تستمد مياهها من عين تدعى عين عزيزة وتولت التسمية اليوم إلى عين فاطمة وكانت المياه تحمل بواسطة قنوات فخارية محمولة على جدران ترفعها عن مستوى الأرض لتصل أولا إلى الحمام ومن ثم إلى القلعة. وهناك مصدر ثان للمياه يعتمد تجميع مياه الأمطار على سطح القلعة وتخزينها في حفر منحوتة في الصخر ومن ثم توزيعها إلى باقي أقسام القلعة. وذكر مروان حسن رئيس دائرة آثار طرطوس أن الدخول إلى القلعة يتم عبر بوابة رئيسية زالت معظم معالمها الآن ولم يتبق منها سوى أطلال ويقع المدخل الأول فى الجهة الغربية من القلعة وفتحة بابه الخارجية تتجه نحو الشمال والدخول لسطح القلعة يتم بالاتجاه نحو الجنوب والصعود التدريجي حتى نصل إلى البوابة الثانية فنجد أن هذه البوابة تقع أسفل البرج الشمالي الذي يطل عليها مباشرة. وعلى سطح القلعة الملاصق للبوابة من جهة الغرب توجد بوابة كبيرة منحوتة بالصخر تضم ما يشبه الجرن عرضها من الداخل 3 أمتار وطولها نحو 6 أمتار وعلى جانبيها مصطبتان على شكل مقاعد يمكن أن تكون غرفة انتظار او غرفة مناوبة الحرس. والبوابة الثانية تتجه صعوداً باتجاه الغرب نحو البوابة الثالثة وعلى يمين الطريق نقشت آية الكرسى وعلى الجدار المواجه تظهر كتابة على أحد حجارته أيضاً ذكر فيها بعض الآيات مع وضوح في ذكر التواريخ ذو القعدة 761هجري أما البوابة الثالثة فقد تهدمت وضاعت معظم معالمها. والقلعة منحوتة في الصخر ويعتقد انها مكونة من سبع غرف فقط والدخول إلى هذه الغرف السبع صعب جداً وقد كانت إنارتها في السابق بواسطة فتحات في سقف القلعة وضمن هذه الحجرات توجد أعمدة صخرية نحتت نحتاً لتسهم في زيادة تحمل السقف للحمولات وللسقف الصخري وهذه العمارة تشبه إلى حد بعيد العمارة الوحشية التي تتسم بقساوتها وتعكس نفسية قاطنيها المحاربين الذين يتصفون بالقسوة والوضوح والإخلاص لعقائدهم. ومن الأطلال الباقية في القلعة جامع القلعة الذي يوجد على سطح القلعة من الجهة الشرقية لم يبق منه إلا بقايا حجرة مسقوفة بأقبية متهدمة وهذا الجامع يقع قرب الساحة التدريبية. وهناك أيضاً الدرج الذي ينحدر باتجاه الساحة وقد سدت اتجاهاته وتهدم معظمه وتقول المصادر التاريخية أن هذا الدرج يقود إلى الكهف الذي ينحدر ويصل القلعة بالحمام في قعر الوادي. ويقع الحمام في نهاية الجهة الشرقية الجنوبية للقلعة ويعد من أهم المعالم الأثرية الباقية في القلعة وهو بناء مستطيل الشكل تقريباً يمكن الدخول إليه من بوابة تقع شرق القلعة ينقسم إلى قسم براني وقسم وسطاني وقسم جواني وقسم التسخين وفي نهاية غرفة التسخين نجد فتحة لخروج الدخان الناتج عن الاحتراق في الجهة الشمالية وهناك غرفة تتصل بغرفة التسخين لتجميع الوقود وخزان المياه الذي يقع إلى الغرب من الحمام منحوتاً بالصخر بعمق أكثر من متر ونصف المتر. ويصل الماء إلى الحمام عبر قنوات تجميع الأمطار التي تقود المياه من السطح الصخري للقلعة إلى الكثير من حفر تجميع المياه على سطح القلعة والتي بدورها تقود إلى حفر راسية ومن ثم إلى خزان الحمام والخزانات الخاصة بالقلعة والتى توزع المياه إلى باقي الحجرات وباقي القلعة. كما أن قنوات نقل مياه الشرب التي كانت تأتي من الجهة الجنوبية من بعد 2 كيلو متر كانت محمولة على قنوات فخارية نصف مستديرة تأتي من فوق جدار يحمل هذه المياه فيكون خزان تجميع المياه هو أول من يلاقي هذه المياه. يشار إلى أن قلعة الكهف تقع جنوب غرب القدموس على بعد 20 كم بالقرب من قرية المريجة التابعة لناحية القدموس ولم يرد ذكرها في المصادر التاريخية القديمة ولكن معطياتها المعمارية تؤكد وجودها في أوائل القرن الحادي عشر الميلادي ففي عام 1101 ميلادي كانت القلعة من أملاك سيف الدين بن عمرو الدمشقي إلا أن الصلييبيين استطاعوا احتلالها عام 1123 ميلادي وفي عام 1128 ميلادي استرجعها منهم صاحبها القديم وبعد وفاته حدث خلاف بين أولاده ما جعلهم يعرضونها للبيع فتقدم لشرائها أبو الفتاح الشعراني وحولها إلى قاعدة كبرى وفي عام 1138 ميلادي احتلها شهاب الدين أبو الفرج المعروف بأبي محمد وكانت في ذلك الوقت تابعة إلى إمارة الموت الفارسية التابعة لسنان راشد الدين وأحدث فيها مدرسة لتثقيف الشباب وتدريبهم على الأعمال الفدائية وفي عام 1268م فرض الظاهر بيبرس عليها ضريبة باهظة بلغت 150 ألف درهم.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

قصص حياة و مسيرة لاعبي كرة القدم # الهولندي القناص روبن فان بيرسي # نجم ارسنال السابق

قصة البطل العالمي # محمد صلاح نجم ليفربول الانكليزي

قصص و مسيرة لاعبي كرة القدم #الايفواري ديديه دروغبا # الجزء الثاني و دوره في ايقاف الحرب الاهلية